الشوهد الشعرية في طبقات الملوك دراسة دلالية نحوية

الملخص

فإن ميزة هذا البحث أنه تناول فكر الثعالبي 429 هـ , وهو عالم لغوي أديب , له جهد محفوظ في مجالات اللغة والبلاغة والنقد والأدب , وأنشأنا هذا البحث على مبدأ قراءة الشاهد الشعري وفق الدور التاريخي الذي ذكره المصنف , وقصدنا من ذلك التأمل والنظر فيه للوقوف على مفردات الشواهد الشعرية  ودراستها  دلاليا , وبيان الهيئة التركيبية والنحوية فيها عند اللغويين و النحاة الأوائل , ولابد لبلوغ الغاية في هذا البحث من إعمال العقل وتدقيق النظر، وبذل غاية الجهد  في تحصيل ما يتصل بجوانب البحث من لمحات دلالية ونحوية ، إذ لا مجال لتحقيق المراد منه بأهون سعي وأقرب طلب.وما قام به الثعالبي من  جهد واضح في عرض الشواهد الشعري من كلام العرب مستدلا بها على أخبار الملوك من الأنبياء والفراعنة والعرب, فإنه في الوقت ذاته سبيل لاستمرار العمل ليكون عمله هذا مدعاة أن نتجه إليه من غير الزاوية التي نظر فيها الثعالبي ,  ليصبح مادة الدرس ولوازم عملنا,  وكشف بيان  الجانب الدلالي والنحوي في استشهاد الثعالبي ومحاورة الشعراء المستشهد بشعرهم , وهم جمهرة كبيرة من القدماء السابقين للإسلام , ممن جرى الناس على وصفهم بالجاهليين ومن المخضرمين والإسلاميين والأمويين ,  وتجدر الإشارة هنا أن الثعالبي ذكر العباسيين في الأعم الأغلب وهم من الشعراء الذين لا يحتج بشعرهم في قواعد النحو و اللغة ، لدى اللغويين و النحاة .  كما هو معروف, وقد بدا لنا بوضوح سموه في العرض والاستدلال, وقد حاولنا تحديد الشواهد اللغوية والنحوية واستخلصناها من الكتاب , وليس القائل في هذا بعلمه واجتهاده كالقائل بظنه وتقليده,  ومعلوم أن اللسان العربي  فيه من المعاني الكلية والمعاني الإضافية ما يحتاج  إلى التحليل والتدقيق والدرس والتعليق , وجاء  البحث  بأسلوب علمي منهجي وعرض سهل جديد مفصل ومبوب يتسلسل بالقارئ تسلسلاً يعين على فهم الموضوع فهما بسيطا واضحا , والشواهد الشعرية هي من كلام فصحاء العرب وبلغائهم , ليكون الشعر حكمتهم وموعظتهم  في الجاهلية والإسلام، وقد جمع  إيجاز اللفظ وإصابة المعنى ، لكي يبقى موردا أصيلا من موارد التراث اللغوي , لسهولة حفظه وقرب تناوله , وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة  ومبحثين وخاتمة. اما المقدمة فتكلمت فيها عن سبب اختيار الموضوع وأهميته، وشرح العنوان، والمنهج المتبع في هذه الدراسة , وبينت في المبحث الأول :حياته ومنهجه. وآثرنا أن نحرر مسردا صغيرا تعريفيا لكتاب طبقات الملوك , بعد الفراغ من حياة مؤلفه وسيرته , لأنه الإطار العلمي لدراستنا في هذا البحث, وفي المبحث الثاني درسنا شواهده الشعرية التي استشهد بها العلماء من اللغويين والنحاة , واستعرضنا في الخاتمة أهم النتائج التي توصلنا إليها.