شعر الحيص بيص بين التقليد والتجديد

محتوى المقالة الرئيسي

مصطفى مجيد ناجي

الملخص

CrossRef DOI


لقد شهد العصر العباسي تميز ونقلة نوعية في مختلف مجالات الحياة، وقد اعتمد هذا التطور على عوامل عدة، منها انتقال الناس من البداوة الى المدينة المتحضرة، ومن الفقر الى الثراء، ومن الانطواء الى التعايش مع شتى الأعراق، وقد ساعدت هذه العوامل على مواكبة الشعر هذا التطور وظهر لنا التقليد والتجديد فيه. إن مسألة التقليد واضحة المعنى فالشاعر يتخذ من نظم أشعار شاعر من الأوائل نموذجاً يقتدي به، أي يتبنى الشعراء المتأخرون لأسلوب الشعراء المتقدمين، فتأتي اشعاره ملتزمة إما على مستوى مفاصل القصيدة المعروفة من مقدمة طللية، ووصف الراحلة، وصولا الى الغرض الرئيس ثم الخاتمة، أو على مستوى المضمون والصورة الفنية والمعجم. أما فكرة التجديد عند الشاعر فهي متلهفة دائما إلى الخروج عن حلقة الرتابة، والاتباع، والمحاكاة، وظاهرة التجديد في الشعر العربي ليست حديثة العهد ومقصورة على شعراء الحداثة المعاصرين، وإنما هي ظاهرة حضارية ممتدة الجذور في تراثنا الشعري، إلا أن التجديد في النتاج الشعري في العصر العباسي يختلف؛ للأسباب آنفة الذكر، إذا إن التجديد هو ابتداع جديد لم يسبق الاهتداء اليه، فجاء التجديد بكل مستويات القصيدة من حيث الشكل أو المضمون أو الغرض، لذا يعد التجديد ثورة على القديم بغية احلال شيء جديد بديلا عنه. وشاعرنا الحيص بيص قد وفق في التقليد وفي التجديد، فلم يترك الاصالة والعراقة لشعر الشعراء الأوائل، بل ترى اشعاره وكأنها من العصر الجاهلي، إذ نرى النزعة القديمة ظلت محافظة بعض الشيء، ولكن ليس هذا بمعنى أنه بقي مقلدا بل واكب التطور الحاصل في عصره وأخذ بفكرة التجديد في نتاجه الشعري من حيث موضوعاته وأبنيته.

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
ناجي م. م. (2023). شعر الحيص بيص بين التقليد والتجديد. مجلة كلية المعارف الجامعة, 34(3), 163-176. استرجع في من https://uoajournal.com/index.php/maarif/article/view/837
القسم
المقالات