السياحة من منظور الفقه الإسلامي

الملخص

CrossRef DOI

دَرَسَ هذا البحث الموسوم بـ "السياحة من منظور الفقه الإسلامي "دراسة فقهية" بيان أهمية السياحة. ومما لا شك أن للسياحة آثارًا عظيمة على الفرد والمجتمع، وبيان المراد بالسياحة بمعناه المعاصر فهي: مجموعة من التنقلات البشرية والأنشطة المترتبة عليها، والناجمة عن ابتعاد الإنسان عن موطنه، تحقيقًا لرغبة الانطلاق والتغيير، مع بيان أحكامها الفقهية وضوابطها الشرعية، والأصل فيها الإباحة ما لم يطرأ عليها ما يغير حكمها، ولا فرق في حكمها بين الرجل والمرأة مادام كل منهما ملتزمًا بالضوابط الشرعية، وقد زاول الإنسان السياحة في قديم الزمان، وأصبحت السياحة الآن من أهم الموارد الاقتصادية للبلدان، ولسياحة فوائد تعود على الفرد منها: اتساع مداركه ومعارفه والاعتبار بحال السابقين من خلال الوقوف على حالهم، والنظر والتأمل في الكون، كما تناول الدوافع الدافعة إلى السياحة فقد تكون دينية أو دنيوية، و بيان أن الإسلام قد أباح الترويح عن النفس باعتباره حاجة إنسانية، بيان أن السفر للسياحة من أجل الترويح عن النفس والتنزه جائز، وقد انتهج الباحثان فيه المنهج الوصفي مستفيدين من المناهج الأخرى حسبما تقتضيه المسألة، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج منها: أنَّ السياحة في اللغة تعني السير والذهاب في الأرض، أن السياحة ضرورة وحاجة إنسانية لا يستغني عنها الإنسان، وأن السياحة ليست وليدة عصرنا، بل هي معروفة من قديم الزمان، وأن ديننا الحنيف يدعو إلى السفر والسياحة؛ وذلك لما فيهما من أغراض نبيلة تؤدي إلى الوصول إلى الغاية التي من أجلها خُلِق؛ وهي العبادة والتأمل في الكون، وأن الأصل في السفر هو الإباحة إلا لعارض، و أن السياحة تعتريها الأحكام التكليفية الخمسة، فقد تكون واجبًة أو مستحبة أو مباحةً أو مكروهةً أو محرمةً، حسب مقصود السائح منها، السياحة إلى بلاد غير المسلمين إذا لم يترتب عليها فعل محرم تكون مشروعة. وأن السياحة التي يكون احتمال الضرر فيها غالبا تحرم، كما أنه يجب معاملة السائح غير المسلم معاملة حسنة، واستنادًا إلى النتائج قدم الباحثان جملة من التوصيات منها: إقامة المؤتمرات والندوات لتوعية الناس وتشجيعهم على السياحة، وتوضيح الأحكام الفقهية المتعلقة بالسياحة، وطاعة ولاة الأمر واتباع العلماء الربانيين.