مدى التزام الصحفيين العراقيين بأخلاقيات العمل الصحفي صحفيي محافظات (الأنبار _ الديوانية _ صلاح الدين) إنموذجاً

الملخص

تشكل اخلاقيات المهنة الإعلامية ركناً اساسياً في العملية الصحفية بل هي عصب تشكيل ذاتيتها ومدى مقبوليتها لدى الراي العام والمجتمع عندما يتمسك الإعلامي بضميره المهني والتزامه باللوائح والقوانين التي تحددها مواثيق مهنته فيما يجوز نشره او لا يجوز وفي مقدمة ذلك المصداقية والموضوعية في نقل المادة الإعلامية الى الراي العام، اذ شهد الوسط الإعلامي صدور العديد من مواثيق شرف المهنة الإعلامية منذ مطلع القرن الماضي عندما كانت الصحافة هي الوسيلة الوحيدة على الساحة العالمية. ومع التطور الكبير الذي حصل في ميدان وسائل الاعلام والاتصال وظهور الاعلام الرقمي بعد الألفية الثالثة للميلاد اصبحت اخلاقيات الاعلام تشكل جانباً مهماً في تنظيم العملية الإعلامية في ظل تشابك الوسائل الإعلامية بمختلف تنوعها ما بين مرئية ومسموعة ومطبوعة والكترونية، ولا بد من وجود أنظمة ومواثيق تنظم المادة الإعلامية وتضع لها ضوابط يلتزم بها الصحفي قبل وصولها الى الرأي العام. واخلاقيات الاعلام مهمة للمهنة الإعلامية وخصوصاً في أوقات الازمات التي تمر بها البلدان، ومنها العراق الذي تعرض الى احداث تاريخية جسيمة غيرت مجرى فلسفته السياسية بشكل جذري، عندما اصبح تحت الاحتلال الأمريكي في 9/4/2003، ومن مجريات التغيير هو قطاع الاعلام الذي اصبح يتمتع بفسحة كبيرة لحدود الحرية الإعلامية لم يألفها من قبل مما يحتم ان تكون هناك ضوابط لأخلاقيات الاعلام يلتزم بها الصحفي العراقي بشكل يتوازن مع ظرف العراق الاستثنائي في ظل الهشاشة السياسية والقانونية القائمة على المحاصصة والطائفية، لذلك جاء موضوع بحثنا هذا ليسلط الضوء على مدى الالتزام بضوابط اخلاقيات الاعلام من قبل الصحفيين في توجيه رسائلهم الاتصالية التي تحمي المجتمع والدولة وتحافظ على استقرارهما بغض النظر عن العائديات السياسية والمذهبية والدينية والقومية.