القراءات القرآنية وأثرها في تنوع الوقف عند الأشموني في كتابه (منار الهدى)

الملخص

فإن علم القراءات يعد من أجلِّ العلوم قدرًا وأعلاها منزلة لتعلقه بأشرف الكتب السماوية على العموم وأفضلها على الإطلاق وهو القرآن الكريم. واقتضت حكمة الله تعالى أن ينزل القرآن على سبعة أحرف وذلك لتيسير تلاوته على الأمة الإسلامية كلها خصوصًا الأمة العربية التي شوفهت بالقرآن، فإنها كانت قبائل كثيرة وكان بينها اختلاف في اللهجات ونبرات الأصوات وطريقة الأداء مع أن الذي كان يجمعها اللسان العربي العام، فلو أخذت كلها بقراءة القرآن على حرف واحد لشق ذلك عليها. قال ابن الجزري (رحمه الله): (وأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها، والتهوين عليها شرفًا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها، وإجابة لقصد نبيها أفضل الخلق حيث أتاه جبريل، فقال: (إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف) فقال r: (أسأل الله معافاته ومعونته فإن أمتي لا تطيق ذلك، ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف). ولقد صنف العلماء الأفاضل في هذا العلم التصانيف الكثيرة واستفاضوا في كل ما يتعلق به، ومن العلوم التي لها علاقة وطيدة بعلم القراءات علم الوقف والابتداء، وقد ألفت الكتب الكثيرة المتعلقة بهذا العلم ومن أبرز هذه المؤلفات ما عرفه العلامة في كتابه (منار الهدى في بيان الوقف والابتداء) للعلامة أحمد بن عبد الكريم الأشموني الذي يعد أحد أعيان القرن الحادي عشر الهجري وهو فقيه ومقرئ شافعي المذهب، وكتابه هذا تناول فيه علومًا كثيرة لها أثر على الوقوف في القرآن الكريم ومن هذه العلوم علم القراءات، ولبيان ذلك اخترنا أن يكون هذا العنوان موضوع بحثنا هذا وخصوصًا أن الأشموني (رحمه الله) أورد الكثير من القراءات وبين على أثرها نوع الوقف أو امتناعه ولكنه لم يشر إلى من قرأ بها وهل القراءة شاذة أو لا ؟وهذا ما سيظهر لنا جليًا في موضعه، وقد قمنا بتقسيم البحث على مبحثين: المبحث الأول: أثر القراءة المتواترة في تنوع الوقف، وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: مواضع يمتنع الوقف عليها بسبب القراءة المتواترة. المطلب الثاني: ما يتردد الوقف فيه بين نوعين بسبب اختلاف القراءات. المطلب الثالث: ما يتردد الوقف عليه وعدمه بسبب اختلاف القراءات. المبحث الثاني: أثر القراءات الشاذة على الوقف عند الأشموني وفيه مطلبان: المطلب الأول: امتناع الوقف بسبب القراءة الشاذة. المطلب الثاني: تنوع الوقف بسبب القراءات الشاذة. وفي الخاتمة أهم نتائج البحث.