رسالة في بيان حكم الصلوات الخمس في الاوقات الخمس لمولانا ابن كمال باشا

الملخص

ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات إعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا اله إلا الله ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إما بعد : فان من خيرا ما يقدم المرء لأمته ، ان يظهر ما طواه الزمن ، من تراث علمي كان في ما مضى ركنا من أركان عزتها ، وحضارتها ، وثمرة يانعة من ثمار حياتها وثقافتها .

فخير ما يشتغل به المرء هو الاشتغال بالعلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية ، وهو علم الفقه الذي يستق أحكامه من كتاب الله ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فعلم الفقه من أعظم العلوم واجلها ؛ لأن به يعرف الحلال من الحرام ، والمباح من المكروه، ويطلع على مقاصد الشريعة، كما حث سبحانه وتعالى على التفقه في الدين ؛ بقوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهو في الدين ) وقد هيأ الله تعالى لهذا الدين علماء مخلصين يبلغون شرعه ويدافعون عن دينه ، كما استطاعوا ان ينشروا علمهم في جميع بقاع المعمورة . فكان من بينهم الإمام ابن كمال باشا ، الذي برع في جميع العلوم ، ولا سيما علم الفقه مما دفع بي ، بل جعل لزاما علي ان أكون من أولئك الذين يحضون بالشرف في الاهتمام بهذا العالم الجليل ، وذلك من خلال إظهار ما كتبه من علم الفقه وذلك لغناء المكتبات بعلمه ، وليكون في متناول أيدي طلبة العلم ، فقمت بتحقيق شيء من علمه إلا وهو ( رسالة في بيان حكم الصلوات الخمسة في الأوقات الخمسة لمولانا ابن كمال باشا، دراسة وتحقيق) فاقتضت طبيعة  البحث أن اقسمه إلى  مقدمة ومبحثين، إما المقدمة فبينت فيها أهمية هذا السفر العظيم من تراث امتنا وخطة البحث ، وأما المبحث الأول: الحياة الشخصية للإمام ابن كمال باشا، وما المبحث الثاني : النص المحقق، ثم الخاتمة ، والمصادر والمراجع . ختاما أسأل العلي القدير ان أكون قد وفقت لما قدمته من عمل ابتغاء وجهه الكريم ، وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله واصحبه أجمعين .