مدخل العدد

الملخص

 كلمة العدد

           بقلم

أ.م.د. محمد عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي

           رئيس هيئة التحرير

الفكرة والسبق والابداع هل هي من أصناف الكسب الذي تنحصر عائديته إلى من سبق إليه أم هي فضاء مشاع متاح لكل من أدركته مجالاته؟ الفكرة والسبق والابداع هل هي أفعال مادية تعود بالنفع على من فكر وأبدع وسبق؟ أم هي معانٍ لا مجال لحبسها عن كل منتفع؟ الفكرة هل هي تطلب الناس؟ أم يسعى الناس إليها جاهدين لائذين بحماها ناهلين من منابعها؟ تساؤلات تجريدية تتقافز في الأذهان عندما يدور الحديث حول الإنتاج الفكري وما يتعلق به من حقوق لكل من منتج الفكر والمنتفع منه. فإن اتفقنا على أن الفكر شيء! فان الله تعالى يقول ولا تبخسوا الناس أشياءهم. وهاهنا تلمع بارقة القرآن الكريم حاسمة كل جدال مضيئة الطريق إلى التوسط والتوازن الذي يحكم الكائنات بأمر موجده الذي وضع الميزان وأرسى قواعد العدل. فالإنتاج الفكري ليس استثناءً، فحقوقة لا ينبغي أن تنحرف عن مقتضيات العدالة والتوازن والوسطية. فلا الفكرة يبتذلها كل من سمع ولا الفكرة يحتكرها عن الناس كل من طمع. ومن هنا اهتدت البشرية إلى حقوق الملكية الفكرية وبدأ العالم المتحضر بوضع أسس الأخلاقيات البحثية والفكرية من حيث الإنتفاع بثمار الإنتاج الفكري المادية والمعنوية.

لعل هذه المقدمة الحالمة تكون مفتاحا من مفاتيح حواراتنا في أخلاقيات البحث العلمي ولنبدأ بالملكية الفكرية من حيث تعريفها وأقسامها حسب المفاهيم المعاصرة: "تشير الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل من اختراعات ومصنفات أدبية وفنية وتصاميم وشعارات وأسماء وصور مستخدمة في التجارة. والملكية الفكرية محمية قانونا بحقوق منها مثلا البراءات وحق المؤلف والعلامات التجارية التي تمكّن الأشخاص من كسب الاعتراف أو فائدة مالية من ابتكارهم أو اختراعهم. ويرمي نظام الملكية الفكرية، من خلال إرساء توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام، إلى إتاحة بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار" هذا ما نص عليه موقع الفكرية العالمي.

عددنا الحالي تنوع فيه الانتاج الفكري ما بين دراسات قرآنية ولغوية وقانونية يجد القاريء تفاصيلها في هذا السفر المهيب. لن أسرد تفاصيلها هاهنا كما جرت العادة بل سأكتفي بومضات حوارات أخلاقيات البحث العلمي. منتهزا فرصة دخول سنة شمسية جديدة أشرقت على الكون بالرجاء المنشود من الله تعالى أن يعم الأمان ويسود أخلاق الناس نور الإيمان.