قراءة لرواية مرتفعات وذرنج لاميلي برونتي من منظور نفسي فرويدي

الملخص

بغض النظر عن حقيقة ان علم النفس هو علم حديث، الا ان جذوره العميقة تمتد الى الحضارات القديمة والاعمال الادبية الكلاسيكية والتي سبقت الفترة التي اسس فيها رواد علم النفس من امثال سجموند فرويد وكارل يونج مبادئ هذا العلم الحديث. ولا يستثنى من ذلك الادب الروائي للقرن التاسع عشر بالرغم من تركيز الكتاب على القضايا الاجتماعية وتأثيرها على الفرد والمجتمع واغفال الكثيرين منهم تسليط الضوء على الجوانب النفسية لشخوص رواياتهم. فقد سعى بعض الكتاب من امثال الاخوات برونتي، وجورج اليوت، واوسكار وايلد وروبرت لويس ستيفنسون على تناول الحياة الداخلية للشخصيات في رواياتهم بل وحتى سبر اعماق الشخصيات فضلا عن تناولهم قضايا اجتماعية واقتصادية. ويعزى هذا التركيز على الجوانب النفسية الى ميل الكتاب الى تضمين تجاربهم الشخصية في كتاباتهم القصصية. فعلى سبيل المثال لا الحصر لا تخلو رواية مرتفعات وذرينج لاميلي برونتي من احداث مستوحاة من حياتها الشخصية ومن دعوات صريحة للقراء للقيام برحلة داخلية في نفوس الشخصيات اذا اخذنا بنظر الاعتبار الطابع المرضي للشخوص وتعقيداتها ورغباتها المتعارضة وهي قضية تحتاج الى التمعن والقراءة العميقة. تهدف هذه الدراسة الى تناول رواية برونتي من منظور نفسي فرويدي بالإشارة الى التداخل ما بين حياة الكاتبة والاحداث وتأثيرها على حياة الشخصيات.